
شهد العالم فى سنة 2023 الحرب بين روسيا و أوكرانيا الذي كان له تداعيات كبيرة فى تغير مسار الاقتصاد العالمي لسنة 2023 حيث أن هذة الحرب أثرت على أسعار السلع الغذائية و أسعار الطاقة فضلاً عن الارتفاع الكبير في نسب التضخم، ولجوء المصارف المركزية إلى رفع مستويات الفائدة ما انعكس ارتفاعاً في معدلات الديون وانهياراً بأسواق الأسهم العالمية.
كيف تؤثر روسيا و أوكرانيا على الاقتصاد العالمي2023 ؟
تعتبر روسيا واحدة من أكبر المصدرين للحبوب في العالم، بينما تعتبر أوكرانيا أحد أكبر المصدرين للقمح والشعير.
وبالنسبة للأسواق العالمية، فإن أي تقلبات في إنتاج وتوريد هذه المواد الغذائية من قبل روسيا وأوكرانيا قد تؤثر على أسعار الحبوب والقمح والشعير في الأسواق العالمية. ومن الممكن أن يؤدي أي اضطراب في إمدادات هذه المواد إلى زيادة الأسعار وتباطؤ النمو الاقتصادي في الدول التي تعتمد على وارداتها من هذه السلع الزراعية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن التوترات و الصراعات التي حدثت بين الدولتين روسيا وأوكرانيا أدي إلى تقليل الإنتاج الزراعي في هذه الدول، مما أثر على الإمدادات العالمية للحبوب والقمح والشعير، وأدي إلى ارتفاع الأسعار وتقليل الإمدادات المتاحة للدول الأخرى.
وبالتالي، فإن التقلبات التي حدثت بين الدولتين ادي الي عجز فى إنتاج وتوريد هذه المواد الغذائية من قبل روسيا وأوكرانيا.
وفي ظل هذه البيئة الصعبة، لا يضع المستثمرون في العالم آمالاً كبيرة في أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية خلال العام الجديد 2023، فالمؤشرات الحالية تخبرنا أن هناك الكثير من المخاطر التي تتربص بالاقتصاد العالمي ، حيث ان ايضاً وقع خلاف بين الصين و تايوان ، من خلال قيام الصين بالهجوم العسكري على تايوان، وهو ما ستكون انعكاساته كارثية على العالم أجمع.
حيث أن الكثير من خبراء الاقتصاد يتوقعون هذا السيناريو بين الصين و تايوان سيدخل العالم في أزمة اقتصادية كبيرة جداً قد تشبه أزمة عام 1929-1930 التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية.
و ان حدوث حرب جديدة في بؤرة آسيا، التي تعد منطقة مهمة جداً للاقتصاد العالمي، سيؤثر بشكل كبير على اقتصاديات العالم وينعكس انهيارات في بورصات وشركات كبيرة، لافتة إلى أن الصين تواجه الآن تراجعاً اقتصادياً يؤثر على مواطنيها وعلى قوة الانتاج لديها، ومن هنا قد لا يكون حكيماً ان تُدخل نفسها في حرب تكون كلفتها باهظة عليها في المقام الأول.
سبب روسيا و أوكرانيا فى تضخم العالمي 2023
كانت الحرب بين روسيا و أوكرانيا سبب كبير فى حدوث تضخم عالمي لعام 2023 حيث أن العالم يواجه مخاطر من عدم قدرة الدول أو البنوك المركزية خصوصاً البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي الأميركي، على الحد من نسب التضخم المرتفعة جداً، مشيرة إلى أن الآليات التي اعتمدتها هذه البنوك برفع أسعار الفائدة، تعتبر من أهم الآليات للحد من التضخم، ولكن في حال ارتفعت أسعار النفط والغاز مرة اخرى، فقد تصبح هذه الآليات غير ناجحة ومن هنا يأتي القلق من عدم القدرة على السيطرة على التضخم ، وكان نتيجة رفع الفيدرالي الأميركي لمعدل الفائدة سبب فى تدهور اقتصاديات دول عربية اخري.
يتوقع خبراء الاقتصاد أن عام 2023 سيحمل تراجعاً في الاقتصاد الصيني والأوروبي والأميركي وهي دول تشكل أهم وأكبر القوى الاقتصادية في العالم، مشيرة إلى أن ذلك سيؤدي إلى كساد في آسيا وبشكل عام في العالم، حيث سيتأثر بذلك عشرات الآلف أو حتى الملايين من الاشخاص.
توقعات الاقتصاد العالمي 2023
بحسب توقعات خبراء الاقتصاد لما سوف يحدث فى اقتصاد العالم لعام 2023 هو أن حدوث تراجع فى كل من الأسواق الأوروبية و الأمريكية و الصينية و دول آسيا بشكل عام ، انهيار النشاط الاقتصادي فى الصين ، حدوث تضخم فى دول شمال أفريقيا ، ارتفاع الأسعار بشكل كبير فى كثير من دول العالم ، استمرار الفيدرالي الامريكي فى رفع معدلات الفائدة حيث ان سيواصل الدولار فى ارتفاع قيمته اما العملات الاخري.
علاقة حرب روسيا و أوكرانيا و الدولار الامريكي و أسواق الدهب
كانت من نتائج الحرب بين روسيا و أوكرانيا هى حدوث موجة كبيرة من هروب المستثمرين من أسواق الأصول الخطرة الى الملاذات الامنة وهو ما انعكس بشكل ايجابي على اكتساب الدولار الامريكي قوة كبيرة فى أسواق المال ، حيث ذهب المستثمرين الى الاستثمار فى أسواق الدهب.
يقول فرانشيسكو بيسول، المحلل الاستراتيجي في بنك “آي أن جي”، إن “الأسواق الأوروبية ببساطة ليست جذابة في هذه اللحظة ببساطة بسبب تعرضها الجغرافي لأوكرانيا وروسيا”. في المقابل، كانت أداء الأسهم الأميركية أفضل بكثير من الأسهم الأوروبية منذ الغزو الروسي لأن الاقتصاد الأميركي معزول أكثر عن الحرب وعواقبها.
وأنهى مؤشر الدولار الأسبوع مرتفعاً بنسبة 2.1 في المئة، وهي واحدة من أكبر قفزاته في السنوات الخمس الماضية، بفضل الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات الانتقامية من قبل الدول الغربية. وعندما تتراجع أسواق الأسهم العالمية، يميل المستثمرون إلى اللجوء إلى الأصول الآمنة مثل الذهب أو الدولار، والتي اكتسبت بالفعل قوة في الأشهر الأخيرة وسط توقعات باتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة.
أسواق الدهب و حرب روسيا و أوكرانيا
قفز سعر الذهب أعلى مستوى 2000 دولار للأوقية للمرة الأولى منذ أكثر من 18 شهراً بسبب حرب روسيا و أوكرانيا و حدوث تضخم كبير على شراء الذهب ، كما قفز البلاديوم إلى أعلى مستوياته على الإطلاق في بداية تداولات الأسبوع مع توجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة وسط تصاعد الحرب في أوكرانيا. وذكر بنك “سيتي غروب” في تحديثه الفصلي، أن التوقعات قد تغيرت بفعل الأنشطة العسكرية الجارية في أوكرانيا. وأضاف أنه بغض النظر عن النتيجة فإن العالم سيكون قد تغير عندما يصل الصراع الحالي إلى نقطة استقرار.
وارتفعت العقود الآجلة للمعدن النفيس تسليم أبريل (نيسان) المقبل بنسبة 1.18 في المئة أو بقيمة 23.2 دولار إلى 1989.8 دولار للأوقية. كما ارتفع سعر التسليم الفوري للذهب بنسبة 0.7 في المئة أو 13.89 دولار عند 1984.59 دولار، بعد أن قفز في وقت سابق اليوم إلى 2000.69 دولار، وهو المستوى الأعلى منذ أغسطس (آب) 2020.
كما ارتفعت العقود الآجلة للفضة تسليم مايو (أيار) المقبل بنسبة 0.93 في المئة عند مستوى 26.03 دولار للأوقية، وزاد سعر التسليم الفوري للبلاتين بنسبة 1.46 في المئة إلى مستوى 1144.5 دولار، كما صعد البلاديوم بنسبة 5.08 في المئة إلى مستوى 3154.81 دولار، بعد أن وصل في وقت سابق خلال تداولات، الاثنين ، إلى أعلى مستوياته على الإطلاق عند 3172.22 دولار.
الخلاصة
أثرت حرب روسيا و أوكرانيا على الاقتصاد العالمي لعام 2023 باعتبارهم قوي كبيرة فى عجلة التصدير للمواد الغذائية و الحبوب وخصوصاً القمح للعالم أجمع وبسبب هذة الحرب أثرت على تدهور اقتصاديات الدول النامية بشكل كبير و حدوث اقبال كبير على شراء الذهب مما أدي الى ارتفاع اسعار بورصة الذهب العالملية كما انه جعل الدولار الأمريكي يكتسب قوة كبيرة و زيادة سعره أمام العملات الأخري بسبب رفع الفيدرالي الأمريكي لمعدلات الفائدة على مدار أكثر من شهر متتالي.
Comments on “ماذا يحدث فى الاقتصاد العالمي الآن لسنة 2023 ؟”